رواية عندما نستلذ الألم
الكاتبة : حمام الحجاز
بقدرِ ما حَلُمْتُ بالصحوِ وأقواسِ قُزَحِ
كانتِ الأمطارُ غزيرةً
وأحضانُهُمْ شائكة
الوردةُ إبنةُ الوَحْلِ
بينَ الدودةِ والرماد، فراشةٌ عابرة
كنتُ أجملَ ممَّا ينبغي رُبَّما ،
فرفضَتْني الفكرة !
وكرهَتْني الكائناتُ .
شُكراً سوزان
مآمن بداية بيضـآء
مٌشَڪَلّہ ،
لاَ صِِرتْ .. أقبلْ ويِقْفُوُنٌ
كَنّـي بَقَآيآ " ذََنبٍ
ما كنّي .. انسسآن }
..
رسمت على الرمل خطوطْ بسبابتها وجوه ضاحَكة وأخرى حزينَة
ملامحها هادئَة مستكينة باسترخاء قلّما تجده ..
يحّرك الهواء خصلات شعرها النافرة من الغطاء الذي أحاطت به
وجهها الجميل الغضْ ..
سمعت خلفها حفيف خطوات على الرمل تقترب نحوها ،
لم تلتفت ..
لأنها كانت تعلم من قد يكون صاحبها وما أن جلسَ حتى همست بـ :
- ليش جيت ؟
لم يجب على سؤالها..
وإنما اكتفى بتأمل ما حاولت رسمه ثم ارتفعت نظراته نحو وجهها ..
لتعلق هناك لثوانٍ ،
قطعها قولها بهدوء باردْ
- إذا بتجلس تناظــرني كذآ.. ترا بقوم !
أبعد نظراته فوراً عنها ,
يعلم كم هي عنيفَة ومتسّلطَة !
ولكَم وجدت في ذلك قوتها
هروبها المستمر من كُل واقع يظلمهاا ..
أو حتّى شيء من الحنان يغطيها ..
لكَنها في قمّة ضعفها حينما تكون بمفردها |
لذآ هو لا يتركها وحدها ..
أحبّها منذ كانت طفلَة , ومازال
صَحى من هواجسَه كعادته حين وجودها معه على إلحاحها
- ماقلت ليه جاي .. ماتجلس مع أمّك أحسن لك منّــي .. ؟
تأمل وجهها المَعرض عنه فهو لا يرى سوى جانبه !
ولكَنه لمَح تلك الدمَعة التي أنحدرت من عينيها ..
جذبْ رأسها نحو شفته ليقبله بحنان
بينما جاهدْت هيّ لتقاومْ .. ضعفهآ !
..
،
في غرفة غارقة في العتمة
تمدد جسدها الضئيل
وأنفاسها المضَطربة جاهدت للالتقاط الهواء
سُحبْ بيضَاء تحومْ حولها
بسمفونيّة مُخيفَة وكأن ذرات الدخان
نور يضيء جوانب الشر
ليكشف هالات الألم بعمق موغر في روحها
يداها المزرقتان من قوة التقييد تؤلمانها بشَدة
وكل ذلك البرد يكـآد يقتلها
فُتحَ الباب ببطْئ شديد
لينتج عنه صرير عالٍ جداً
وتتحرك قدمانْ بوهنْ نحو سريرها
ويد معروقَة تُدخَل وعاءً من الطعامْ
وتلقيه بهدوء بالقرب منها
وصوته المهتزْ يزحف نحوها
فتحشرج في حلقها تنهيَدة ملتاعة
- هذا عشاش يا بنت ... باييش غدوة ( بَ أجيك بكرا ) ،
فتحَت عيناها تراقب رحيله
ورائحة الزنجبيل
تسللت لأنفها بعُنف جعّدت على إثره ملامحها
وكأنهم بدأو بتعذيبهابشكل مختلف ،
يدها تئنّان تحت وطأة قيدها !
ابتسمت بجذل ميّت ،
- آكَل ..... ويدَي !
..
..
وقفت على ناصَية الطريق في حارة ضيّقَة
ظهرت البساطَة والفقر جلياً على أهلها
تحّرك يدها على ظهر تلك القطَة بينما وقفت بجوارها بدون خوف
ومجموعة أخرى منها تلقي إليهم كُل يوم ما يتبقى من طعامهم
تحبْ هذه التي بين يديها تشعر بأنها أكثر ألقاً ونعومة ،
لا تعلم هل هي ذكر أم أنثى لكَن
تحبها أياً كانتْ
وقفت بجوارها صديقتها التي وضعت يدها على رأسها وهي تقول : والله إنك فاضية وما عندك سالفة . . اللحين واقفة في عّز الشمس تأكلين قطاوه ...
فحّذرتها حين رأت إجفال القطط منها :
- سمر لا تقاطعيني . . . أنا مشغولة !
فأجابتها بسخرية :
- تكفيييين يالمشغولة .. وبعدين مختارة أشين وحدة وحـآطتها فوقك ... أمّـآ عليك ذوق ْ ..
أحنَت بصَرها وهي تتأمل جسد قطّتها المفضَل وتمسَح على ظهرها بمزيد من الحب :
- حلوة مـو .. ؟
فحّركت صديقتها حاجبيها وهي تمطْ شفتيها من تحت الغطاء بإشمئزاز :
- يَع ..أسكتي بس
فنظَرت إليها " . . ." شزراً ثم قالت :
- من زين برعصَكْ يختي ..
فنهضَت صديقتها مبتعدَة وهي تحمل " أكياس " كبيرة قائلَة بمرحْ :
- ع الأقل أحلى من ذا إلي فوقكْ .. سي يو سون !
هزّت رأسها قائلة بتهّكم :
- وتتميلح بعد . . . خبلَة . . !
دقايق رفعَت عينها لتجيلها في الأنحَاء تراقب كُل من هنا ،
أحنَت بصَرها و عقلها يعيد التفكير في ماضيها , تكره انفرادها بنفسها
فتتذكَر فيه مالا تريد .
تحّركت القطَة في يدها بإنزعاج ، فجعلت تنحني فوقها وهي تقول :
- أقعدي ولا أقعد . . . إنتي بنت ولا ولد ؟
- ولدْ
رفعت نظَرها بسَرعة حين رأت الظّل الذي سقط عليها فجأة حاجبا معه دفقة من حرارةْ الشمس وضوئها , وملقياً عليها دفء طالما هربت منه ومن عينين تحمله .
فتركت القطَة التي تمّلصت من يدها مسرعة نحو صاحبها
ثم تركت المكَان مبتعدَة بسَرعة نحو منزلها
وعيناه تتابع خطواتها
وعقله يحوم حول نقطَة واحدة " . "
سيبلغها .
،
،
المفاجئَة شَلت حركتَه بينما تحركت يداه
بتلقائيّة ليغلق أذنيَه ويحمي صَدره
وأرتمى جسَده بقوة نحو صَخرة كبيرة
أفلتت منه آهه في وسطْ الظلام وعيناه تتأمل أسَنة اللهبْ
هُنـآك على بُعدْ مسافَة منه
زحف بإعياء شديد وهو يشعر أنه يفقد التوزان شيئاً فشيئاً
وما أن وصَل لذلك الحاجز وألتف حوله
حتَى قال بضَعف :
- حسام ... ياغبي مو قلت لك أنتظَر لين ما أعدْ ..
لكَن عينا حسام النادمَة أقتربت منَه
تأمله وهو يشَعر بسائل بارد ثخين يغطي عينه اليمنى
حسام يصَرخ :
- سلمى .... سلمى
وثم أختفى كُل شييء
وأغلق عينيه هو على أبتسامَة
وخيالاتْ
..
لنبدأ بَ النهاية ،
( لئلاَّ نبتذلَ أشواقَنا بالتشويق ) ..
اللذة الأولى
في حُقبَة ما قريبَة جداً من الآنْ
وفي مكان أعتلاه غُبار كثيف عكس على أرواح المتواجدين هناك
فباتوا في حالة من إنعدآم الألوان الكثير من القذارة
هُناك وفي غرفَة سداسيّة الشكَل جلسَت إحداهن بإعياء وهي تقول / ندى وش تسوين ..؟
تحولت أنظار ندى بغباء لـ هديل وهي تتشدغ بِـ / أنا حلوة مو ...!؟
استرخت هديل أكثر وتركت قدميها تتدللى من فوق فراشها .../ إيه ، مرة ماشاء الله ..
ارتفعت عيني ندى للباب مجدداً لتقتحمْ هدوءهم
أخرى لم تكُن أحسن حالاً منهم مزيد من البؤس مرسوم على ملامحها وهي تهمس بـ / إجتماع ...
تحركات الفتاة السرير الرابع ../ من جابوا بعَدْ .. يتدرب على راسنـآ ..
نهضنَ بآليَة أعتدنها ، أفرُغَت تلك الغرفة في دقائق ثم أغلقت الأضواء الصفراء الخافتة ،
وأغلق الباب ليترك كُل شيء غارق في الظلام ..!
هذه الغرفة الكريهَة حمَلت بشَرً أبرياء ،
تحمّلوا العذاب لشهور ،لِـ سنوات و أيام ربما !
ثم رحلت كٌل تلك العذابات ،
لتتركهم فجأة وحيدات . ضائعات ،
في ما قد يقع بين الجنون والعقَل ..
بل حالة هي أقرب لإنخراس الحواسْ ..×
،
أفاق من نومَه وهو يشَعر بآلآم على طول عامودَه الفقري
فعتدل بصعوبَة ويشَعر بثقَل جاثم على كتفه تأمل رأس صديقَه ثوانٍ ليستوعبْ ما يحدثْ
ثم ألتفت للنافذة فأبعد الستار بيده الاخرى وببطء حتى لايزعج صديقه النائم ،
واتسَعت عيناه بسعادة لا مثيل لها .../ إيييييييييي ... يا بو الشباب قومْ شف .. شكَلنا وصَلنا
ارتفع رأس صديقَه عن كتفه بسرعة .. بسبب قوة دفعَته !
وهو يقول بخوف ../ وش فيـه ؟؟ وش صار ..؟ ؟
فأبتسم الآخر ببلاهة وهو يشير للنافذَة ،../ شف .. هنا !
فركَ بقبضَته رقبتَه وهو يقول ../ حسبي الله على بليسكْ .. بغيت تخلع لي رقبتي ..
ثم أظهَر صوت الدليل من أمام الباصْ وهو يقول : .../ الحمدلله على سلامتكم دقائق وستقف السيارة في الفندق المختار لكُمْ وبإمكانكم مزاولة أعمالكم بدأً من الغدْ ..
أصوات زفير الارتياح صدَرت من الركاب هُنا وهناكْ
فمخاطَر الطريق تركتهم يسهرون الليالي وهاهُم يصلون لوجهتهمْ ..
لكَن لكُل شخصْ هُنا هدفْ مستقَلْ
وبدأت حماسَة الوصول تبعث في أنفاسهمْ
رجفَة من البردْ فالقادمْ مجهول مجهول تماماً ..
بالنسبة لهُم ..×
،
.../ أي أننا لا نستطيع أن نعيش ومعنا رجُل .. , الرجال همْ أعداءنا سبب فناء أرواحنا وأعز ممتلكاتنا , يجب أن نتكاتف من أجل أن نقضي عليهم أن نحتَل كُل مقاعدهمْ , يجب أن نعيش في عالمْ بلا رجال !!
أعتلى تصفيق حار حينما أنهت إحدى الفتيات خطبتها ..
لتنحني بطريقَة مسرحيّة أمامهنْ ..
دفعَتها الطبيبة برفق لتقول بهمسْ لا يسمعه سوى هذه الفتاة / شُكرا ً، وياليت تركزين مع إلي بقوله لكِ اللحين ..
عادت الأولى لمقعدها دون أن تبالي بما قالته ،
لتمسك الطبيبَة الجديدة الميكرفون
وتقول بقليل من الإرتباكْ / السلام عليكم .. أنا ميسون حامد ** طبيبَة نفسيَة جديدَة عندكم وجاية من المستشفى لكم هنا بسجون مكَة ، قالوا أنكم سجينات مختلفات تماماً عن غيركُنْ.. وبالفعَل شاهدتْ ذلك منذ قليل .. حماستكم وقوتكم أعجبتني كثيراً .. وأود أن أشكركن على ذلك لكَن لتسمح لي الأختْ ...!
وأشارت ناحيَة تلك الفتاة التي تحدثت قبل قليل ،
لتهمس ممن كٌن في المقاعد الأمامية / لجين ..
فتابعتْ ع عجل / لتسمح لي الأخت " لجين " أن أعارضها في كُل ماقالته ؛ لأن الرجال هُم نصفنا الثاني ، وجزء كبير من مجتمعنا فأبونا وأخونا وأبنائنا بإذن الله كُلهم رجالْ ، فَـ ...!
وقبل أن تكمَل ألتقطت عيناها ذلك الجسم القادم نحوها بقوة فأنحنت بسرعة لتتفاداه .. !!
في الوقت الذي نطقت فيه صاحبته بـ / انقعلي إنتي وخشّتك ، قـآل أبونا وأخونا ... وحنّـآ وش حصّلنا منهم .. أصلاً كُلهم حـ**** و ماعندهم نخوة وإذا ماتت فيهم ماعاد نبي منهم شي عساهم بـ **** !
لتنهض أخرى حثّها ضميرها الميتْ ،
لمتابعة ما بدأنه الأخريات ../ إيه وش نبي منهم .. تبّروا منّـآ لمآ احتجناهم ، وقبل لما كنّا عايشين معاهم وماطالعوا بوجيهنا .. أجل وش فايدتنا في ذي الحياة إذا بيصير كذا !!
رفعَت ( ميسون ) صوتها لتسكَت ذلك الموج الهائل ،
من الصراخ ../ يابنات ، ممكن هدوووووء .. يا بنات !
ثم صَرخَت بـ / بـــنـــآتْ قليل من الهدووء أعتلا المكان خاصَة مع دخول خمسة من حارسات الأمن الشديدات !
لتقول ميسون بقوة مع قليل من الطمأنينة ../ معكن حق في كُل إلي قلتوه ..بس لاتنسون إن هم سبب وجودكم و ...
آآآآآآآآه أستدارت بسرعة وهي تلقي الميكرفون لصديقتها التي صرخت وهي تدفعها لخارج المكان ..
وأمام سيل الأحذية المنهالة عليها دخلت الحارسات الخمسة سريعاً وقيّدن الفتيات !
في الوقت الذي تركت ميسون من معها " المصلى "
أمام سيلْ من الشتائم الغاضبَة التي حولت القاعَة لشيء من التناقض
فبعضهن يبدون مُصفِرات وكأنهن يشاهدن فلم رعُب على المنصَه !
والبعضْ الأخر يتابع ما يحدثْ وكأنه يشاهد فلم وثائقي ،
بينما أنحنت روؤس بعضهن نحو الحائط وأخذهم النوم إلي فضاءه ..!!
فلا دخَل لهم بكُل ما يحدثْ الآنْ ..
فسبحان من رزقَهم النوم ،في عُمق الضوضاء ..×
،
على مسافةْ ليست بالبعيدة وبالقرب من حائط منحني آيل للسقوط
وقفت سيارة فارهَة من أحدث طراز ..
ليترجل منها رجَل جميل الثياب حسَن المظهر ،
حمَل مجموعَة أكياس ، وسارْ بالظلامْ وحدَه نحو أضوآء قليلة !
لقريَة غارقة جزئياً في الظلامْ , مشَى وهو يحثّ الخطَى بسَرعة ..
وباعتياده ، يعلم ان الناسْ هُنا يأوون إلى منازلهم مُبكَراً !
خاصَة مع روائح تلك الأسطورة التي يداولونها أن وحشاً ما يسكُن كهف في أعلى الجبلْ
وأنه يخَرج كُل يوم بعد منتصفْ الليل ليهجم على المنازل الخالية من الرجال ..!!
اعتلت شفتيه ابتسامة حمقاء ، وهو يصوب عينيه نحو المنزل الذي أتى من أجلها ،،
طرق باب من الحديد الصدئ ..
عدت طرقات ثم صَرخْ قبل أن يدخُل : .. / السلام عليكم !
فتجوب عيناه داخلْ الفناء ذو الثلاث حجرات ،
اشتعلت إحداها بضوء فانوس زيتي خافت ،
ثم رأى انعكاس شبحْ يقترب نحو باب الحجرة ليفتحها !
تسللت من داخل الحجرة عجوز وهي تغطي وجهها بنقاب رثْ مُحّي لونَه ،
تلمَستْ الحائطْ بيدها وهي تقول بهدوء ../ وعليكم السَلامْ ، وش فيك اليوم تأخرت ..!
لم يقترب أكثر رغمْ أنه يعلم أنها عمياء ولم ترى ذلك الاختلاج الجميل الذي سيطَر على وجهه لثوان ،
ثم قال بصوت حنون ../ اليوم الجو بالطريق مغبّر ، وموقفين السير .
ثم حرك قدميه بالأرضْ قاصداً إصدار صوتْ لتبتعَدْ ..
فابتعدت وهي تهبطْ عتبت الباب ،
ليضَع بالقرب من الباب كيسين ولفّة مناديل !
وهو يقول بحزم ../ يمّه هاذي معونَتك من الضمآنْ وهذي الأرزاق ، وصلتها لكْ .. خذيها تراها بقرب الباب .
لتقول هي بصوت متحشرج حزين ../ الله يعطيك العافيَة ، عسى الله يديم رزقك ، ويوسعْ خيركْ ، ويرزقك باللي تستاهلكْ .
تألم حين سمعْ الدعوة الأخيرة ، وظهَر ذلك بجلاء على ملامحه ..!
ليمحيها في ثوان وهو يقول بصوت أعلى ليقطَع عليها سيل أدعيتها الممتنَة : ../ يمَه أنا باكَر بمَر على باقي سُكان القرية وبوصَل لكل وآحد حقَه وصلت لك أول لأني بغيت أسلّم عليك وأقولك إن الوالدة تسَلم عليكْ ..
اهتزت يدها خلف الباب وهي تمسح دموعها من عينيها
وبصوت لم يغير البكاء نبرته ../ الله يسلمْ راسها ويعافيها .. مدري أنا بدونكم وشلون بعيشْ .. !!
فقاطعها بقوة ../ بالخير يا يمّه بالخير .. أنا أستأذنْ .. و توصين على شيء .
فهتفت بحنان أم ../ سلامتك يمّه ، وشوي شوي .وصَل للخارج في خطوتين ،
وقال بصرامَة / قفّلي بابك زين .. وأنا بقفّل هالباب بالمفتاح إلي عنديْ لم يسمع إجابتها عندما فعَل ما فعل ،
ربما لم يكُن يهمه ذلك الأمر كثيراً !
تحَرك بهدوء مرة آخرى بين المنازل وهو يخرج هاتفه النقال من خارج جيبه ليجد 6 مكالمات واردة من " مشكلجي " !
أتصَل به وما إن أجاب حتى ../ وينك يالمقرود أتصل عليك من الصبح ما ترد ؟
ليجيب بإبتسامة مائلة ../ الله عليك .. يلي من الصبَحْ .
فهمهم الأخر ../ آآآخ يالمزاج ، وينكْ بس ..؟
تحركت عيناه للخلف وهو ينظَر لموقع الكهف و ..
الذي لا يراه مع هذه الظلمة الشديد ../ هه أشوف كهف الوحشْ ..!
فصَرخ بـه / كذّاااب .. مكانك ، اللحين باجيكْ .
لمَحْ سيارته وهو يقترب منها أكثر ../ وين تجيني ؟ اللحين الوقت متأخر .. خلّها بيوم ثاني ..
ليتمتم الآخر بسخْطْ ../ صقر ، موب كأنك .. صاير تتهربْ مني هالأيامْ ، ترا حالك موب عاجبني أبدْ ..!
فيقاطعه بهدوء ../ أقول اسكت .. لا تسوي لي ندى الثانية .. موب وقتك ترا..
ليتنهَدْ الأول بحُب ../ فديت طاريها .. أنا !
.../ مع السلامة
دقائق حتى استوى فيها جسده الضخم داخل السيارة بهدوء
ألقى بهاتفه نحو المقعد المجاور بإهمال
أخرج فيها سيجارته البيضاء الطويلة برشاقَة من خارج عُلبتها الذهبيّة
و وعيناه تتأمل تلك القرية النائية بهدوء
نصفها المُضاءْ ونصفها الغارق في الظَلمَة تخلب الألباب نهاراً لجمالها , الحدائق الوارفَة الظلال في دآخل تلك الزوايا الأثريَة .. بديعَة .. بل فائقة الجمال !
أما بالمساء فإن كُل شيء يغرق في الظُلمَة ..
لتتحول القرية كقطعة من الظلامْ ، ..
.
.
هدفَه من القدووم إلى هُنا مازال قائماً
وإلا فما حاجَة رجُل مثَله في سيدَة عجوز باليَة ستموت قريباً ..؟
التفت بهدوء حين أومضَت السيارة بنور شاشة هاتف النقّـآل ليرفعه نحوه بهدوء وهو يجيب بآلية .. / نعَمْ فردت بصوت مترع بالدلع واللهفة
../ حبيبي .. وينك أنت ؟ قلبي مات من الخوف عليكْ ..!
تنهَد قليلاً ليجيب ببقايا حزمْ ../ خرجت أسوي شغْل مهم .. ما يتأجل .. خيَر متصَلة تبين شيء ..؟
فأجابته بصوت حزين يآس ../ ليش تقول كذآ .. والله كنت قلقانَة عليك .. ما قدَرت أنام .. إلا لما أسمع صوتكْ ..
ظهر شبح ابتسامة على محياه ../ اللحين راجع البيت .. تصبحين على خير وأغلق الهاتف مجدداً ،
ربما يعلم ... ×
،
../ هههههههههههه والله إن شكَلك كان شي وإنتي تقولين ..~ مقلدَة صوتها ~ " أنا جاية من المستشفى خصيصاً لكُنْ "..خخخخ ثم ماغير ذاك الصندلْ إلي يصفقكْ ..
جلسَت ميسون في المقعدْ المقابل أمام مكتبة المديرة وهي تجيب بذآت الروح المرحة ../ بعينْك ماصفقني .. والله تفاديتَه !
ف إستطردت الأخرى بجذل وحماس ../ إيه ماشاء الله .. والدليل يدّك إلي من يوم خرجنا وإنتي تفحكين فيها صايرة حمَرآ ..
لتومئ الأخرى بهدوء وهي تجيب ../ هذي زرقاء اليمامة صوبت صَندلها على بطَني ... بغت تجيب خبري ..
فعقدتْ الأخرى حاجبيها وهي تنظَر لبطن صديقتها المنتفخَ قليلة وبشيء من المرح ../ والله لو درى رجلك ، بس .. كان طّلقَكْ
../ أتخيّل نفسي يا مزنة وأنا رايحَة أقول له على إللي صار.. والله لا يعَزّلني عن وظيفتي وينسيني وش كنت أشتغَلْ خخخخ ،