من زمن سحيق يحكى أن هنالك جوالة ثلاثة الأول اسمه أحمد والثاني محمد والثالث محمود وتبدأ أحداث القصة أن الجوالة مروا على قرية متواضعة فرأوا أن أهل القرية متعاونين مكرمين الضيف فعندما مر أحد المارة في القرية سألوه: لقد تعجبنا من روح التعاون بينكم فما سركم؟ قال لهم المار: اذهبوا الى شيخ القرية الكائن مجلسه وسط القرية فذهبوا الجوالة الى الشيخ فعندما دخلوا المجلس سلموا على الشيخ والحاضرين فرد الشيخ السلام وأمر الشيخ خادمه بأن يحضر التمر والقهوة إكراماً للضيوف وأن يذهب الى الجزار ليذبح شاتين لوجبة الغداء وبعدما أكرم الشيخ الجوالة قال لهم: من أين أنتم وما أسمائكم؟
فرد عليه أحمد قائلاً: أنا أحمد وهذا محمد وذاك محمود ونحن من قرية قريبة فسأل أحمد الشيخ: لقد تعجبنا من روح التعاون في القرية فهل لنا أن نعرف السر؟
قال الشيخ: بالطبع هذه القصة بين مزارع وحداد وحلاق. فتعجبوا قائلين:مزارع وحداد وحلاق؟
قال الشيخ: نعم وأنا الحفيد الثاني للمزارع وتتمحور القصة في أنه كان هنالك مزارع يذهب الى حقله قبل بزوغ الفجر يحرث الارض ويسقي الزرع ويحلب المواشي وفي يوم من الأيام بينما كان المزارع يسقي الزرع أقبل عليه حداد فسلم عليه فرد عليه المزارع فقال له الحداد هل تسمح لي بالبحث عن الذهب في مزرعتك فقال له المزارع: أسمح بذلك بشرط أن تعطيني نصيب من الذهب فرد عليه الحداد قائلاً: اتفقنا. فشرعا بالبحث فعندما وصلا عند منطقة الحفر رأوا نباتات سامة فقالوا: لابد أن نحضر حلاق ليقص النباتات لأنه لو شرعنا بالقص لمتنا فوافقا فذهبا عند الحلاق وقالا له نريدك أن تقص نباتات سامة وسوف نعطيك من الذهب حصتك فوافق الحلاق فذهبوا عند المنطقة المراد حفرها فعندما قص الحلاق النباتات طارا الحداد والمزارع من الفرح فشرعا باحفر واستخرجوا الذهب فتقاسموه بالتساوي. فقال الحداد لصديقيه: أراكم قريباً قالا له: أين تالله لاتذهب الى اي مكان فأقترح المزارع فكرةً قال: ما رأيكما بأن تبني أنت أيها الحداد محل حدادة وأنت أيها الحلاق محل حلاقة فقالا له: ونعم الرأي فصاروا كأنهم أسرة واحدة فالمزارع يعطي الحداد والحلاق الفواكه والخضراوات وحليب البقروالحداد كان يصنع الأبواب للمزارع والحلاق أما الحلاق فكان يحلق لصديقيه بدون مقابل وبهذا ذاع صيت هؤلاء الأشخاص فكانت تأتي اليهم الزبائن منهم من يشتري ؤالبعض من يسكن في القرية وبهذا أصبحت هذه القرية هكذا فنحن توارثنا هذه الصفة الكريمة. فشكروا الجوالة الشيخ فقال لهم الشيخ: أنا لم أسألكم لماذا أنتم تتجولون بين هذه القرى فقالوا الجوالة: نحن نريد أن نصبح مثل الرحالة المغربي ابن بطوطة لنتعلم الجديد فقال لهم الشيخ: بارك الله فيكم يا أبنائي فكانوا الجوالة الثلاثة يجولون القرى ويحدثون أهلها عن قصة قرية الشيخ فبعد سنين قصيرة حذا الناس حذو القرية فتطور البلد وزاد الاقتصاد فدعى الملك هؤلاء الجوالة فكرمهم بوسام الشرف لمساهمتهم في نشر روح التعاون وعينهم وزراء عنده فكانوا بين الحين والاخر يزورون قرية الشيخ وهذه النهاية
اتمنى ان يعم التعاون بيننا ايضا كمسلمين ارجو الرد